اضطرابات الرؤية والإبصار.. وحلولها
خطوات فحص العين قبل الدراسة أو التوظيف خصوصا في المهن العسكرية
«الشرق الأوسط»
تتعرض العين للأمراض كغيرها من أجهزة الجسم، ومنها اضطرابات حدة الإبصار (ضعف البصر)، وعمى الألوان الذي يجب اكتشافه مبكراً وفي سن ما قبل المدرسة، وذلك بملاحظة ما يطرأ على عيني الطفل من علامات، إضافة إلى الشكوى من الدوار والصداع وعدم وضوح الرؤية.
وتقاس حدة الإبصار إما بالأمتار (6/6)، وإما بالياردات (20/20)، وإما بالنسبة (100%). ولكي نفهم القياس بصورة مبسطة نبدأ بقراءته من المقام إلى البسط فمثلاً (6/9)، معناها ما يجب أن تراه بوضوح على بعد تسعة أمتار لا تراه بوضوح إلا على بعد ستة أمتار. ومعنى (20/200)، أن ما يجب أن تراه بوضوح على بعد 200 ياردة لا تراه بوضوح إلا على بعد عشرين ياردة وهكذا، وأن (6/6) أو (20/20) هو حدة الإبصار الطبيعية، بينما (6/12) أو (20/40) هي الحد الأدنى المطلوب من حدة الإبصار في احدى العينين للحصول على رخصة القيادة لدى الكثير من دول العالم.
أما اللون فهو يلعب دورا حيويا في حياة الإنسان، فبوسعه إما أن يهدئ أو أن يثير العين. وتعمل كل من العين والعقل على ترجمة الضوء إلى لون محدد حيث تنقل مستقبلات الضوء الموجودة في العين رسائل إلى المخ منتجة بذلك إحساسا مألوفا باللون.
وفي الحقيقة، يولد الإنسان ولديه عمى للألوان وذلك لأنّ الخلايا المخروطية المسؤولة عن تمييز الألوان لا تبدأ في العمل حتّى يبلغ الطّفل من العمر أربعة أشهر تقريبا أي عند اكتمالها. ويعاني ذكر واحد من بين عشرين وأنثى واحدة من بين عدّة مئات، من بعض أشكال عمى الألوان. ويصاب الإنسان بعمى الألوان إما لسمة موروثة فيكون العلاج مستحيلاً، أو بسبب تناول أدوية معيّنة، لذلك يجب تغييرها، أو لمرض بالعصب البصريّ أو الشبكيّ فيتم معالجة المرض المتسبب.
* البصر والمهن العسكرية
* يشترط عند الالتحاق بأي مرحلة دراسية أو بأي مهنة وظيفية أن يكون المتقدم لائقاً صحياً ومنها «بصرياً»، ومن ذلك الإدارات العسكرية.
الدكتور وليد الطويرقي، استشاري طب وجراحة العيون بمركز النخبة الطبي الجراحي وأحد الخبراء الذين شاركوا في إعداد لائحة تعيين العسكريين، يوضح لـ «الشرق الأوسط»، الحقائق العلمية في هذا المجال مؤكداً أن هناك متطلبات طبية رئيسية يلزم توفرها في أي متقدم للخدمة العسكرية، ومنها: حدة الإبصار، رؤية الألوان، استقامة العين، وموانع متنوعة.
* حدة الإبصار
* بعض الجهات العسكرية تشترط حدة إبصار طبيعية (6/6) في كلتا العينين، وبالذات الجهات التي يتطلب عملها قوة إبصار حادة كقيادة الطائرات في سلاح الجو ونحوها، بينما البعض الآخر يكتفي بوجود حدة إبصار طبيعية في احدى العينين (6/6) وقريبة من الطبيعية (6/12) في العين الأخرى.
عملياً أي شخص بهذا المستوى من النظر يستطيع أن يزاول معظم الأعمال المدنية والعسكرية، لكن المشكلة أن العيوب الانكسارية شائعة جداً بين الناس، فشخص من كل أربعة يحتاج للبس النظارات أو العدسات لكي يتمكن من الرؤية بوضوح. ومن هنا جاءت عمليات الليزر والليزك كحل طبي لمشكلة القبول في جميع الكليات العسكرية ما عدا وظائف الطيران العسكري. وبينما توجد دول كثيرة لا تقبل بإجراء التصحيح لطياريها، تضع دول أخرى اشتراطات معينة قبل الموافقة تتلخص في:
ـ إجراء عملية الليزر (الليسك) أفضل من الليزك. ـ الفحص المسبق على الطيار قبل إجراء العملية.
ـ الخضوع للفحص الدوري.
* رؤية الألوان
* يشترط كثير من الجهات في المتقدم إليها القدرة على تمييز درجات اللون. وهناك اختبارات كثيرة لفحص عمى الألوان تتباين في صعوبتها ونوعية الخلل الذي تركز عليه، فهناك فحوص لاكتشاف عمى الألوان الوراثي وأخرى لاكتشاف وقياس عمى الألوان المكتسب، مثل أمراض العصب البصري. ووجهة نظر واضعي الأنظمة أن الرجل الذي يعمل في السلك العسكري، يتعرض لوظائف قد تحتاج إلى دقة وقدرة على التمييز بين درجات اللون ومن ثم تم وضع هذا الاشتراط تقريباً لدى جميع الجهات العسكرية.
* استقامة العيون
* يقصد بها عدم وجود حول أو انحرف بالعين أو ارتخاء بالجفن، فذلك يعتبرا نقصاً في اللياقة العسكرية بالإجماع، حتى ولو كان صاحب هذا الحول يتمتع بحدة إبصار عالية ويميز كامل الألوان. وعندما يوجه السؤال لأطباء العيون عما إذا كان هناك فرق بين مريض مستقيم العين ومريض لديه حول، وكلاهما يتمتع بنظر جيد في كلتا العينين؟، يكون الجواب من الناحية العملية لا يوجد فرق كبير بين كلا الشخصين، سواء في الإحساس بالعمق STEREOPSIS، الذي ينتج عن استخدام كلتا العينين Vision Binocular، بدلاً من عين واحدة للنظر إلى الغرض. والسبب الأهم أنه من غير اللائق أن ينتظم شخص في السلك العسكري لديه حول، إنه أمر يخل بالقيافة العسكرية. وبحمد الله هناك تطور في جراحات الحول التقليدية أو باستخدام مادة البوتكس، بالإضافة إلى جراحات رفع الجفن بحيث يمكن إصلاح معظم هذه الحالات جراحياً.
* موانع أخرى
* من الموانع الأخرى وحلولها:
ـ عيب انكساري Refractive error: يصحح بارتداء نظارة أو عدسة، والأفضل إجراء عملية ليزك أو علاج سطحي (ليزر أو ليسك أو إبي ليزك)، ففي حال نجاح العملية يقبل المتقدم للانخراط في السلك العسكري لدى معظم دول العالم.
ـ عدم استقامة العين(حَوَل) strabismus: حتى لو كان صاحبه يتمتع برؤية جيدة. ويقترح إجراء عملية حَوَل، وفي حال نجاحها يقبل المتقدم للانخراط في السلك العسكري لدى معظم دول العالم.
ـ ارتخاء الجفن ptosis: حتى وإن لم يؤثر في مستوى الرؤية، تصحح جراحياً، ويقبل المتقدم لدى معظم الجهات العسكرية محلياً ودولياً، ما عدا مهن الطيران المدني والعسكري.
ـ وجود ظفرة PTERYGIUM: تؤثر في الإبصار وعلى لياقة صاحبها إلا بعد إزالتها.
ـ عمى الألوان Color blindness: لا يوجد حل جراحي أو طبي لهذه المشكلة.
ـ وجود عشى ليلي يمنع صاحبه من الرؤية بوضوح ليلاً، ويكون عائقاً لقبوله.
ـ وجود ضيق في مجال البصر VISUAL FIELD: ناتج عن ارتفاع ضغط العين أو لأمراض أخرى تصيب العصب البصري.