كيف هلك قوم ثمود ، وكيف هلك قوم عاد ؟؟؟
أولا قوم ثمود >>>
يقول القرآن ان ثمود اهلكهم الطاغية ( فَأَمَّا ثَمُودُ فَأُهْلِكُوا بِالطَّاغِيَةِ) (الحاقة:5) ثم يقول ان ثمود اخذتهم صاعقة العذاب (وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمَى عَلَى الْهُدَى فَأَخَذَتْهُمْ صَاعِقَةُ الْعَذَابِ الْهُونِ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ) (فصلت:17)
ثم يؤكد ان ثمود هلكوا بصاعقة مثل عاد :
(فَإِنْ أَعْرَضُوا فَقُلْ أَنْذَرْتُكُمْ صَاعِقَةً مِثْلَ صَاعِقَةِ عَادٍ وَثَمُودَ) (فصلت:13)
قوم عاد:
اما عن قوم عاد فاختلف القرآن فيه كم يوما استغرق الله في هلاك قوم عاد .. هل استغرق الهلاك يوم نحس مستمر ؟؟؟) كَذَّبَتْ عَادٌ فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ) (القمر:18 (إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحاً صَرْصَراً فِي يَوْمِ نَحْسٍ مُسْتَمِرٍّ) (القمر:19)
لا بل استغرق الامر أيام نحسات
لا لم يستغرق يوما ولا يومين بل على اقل تقدير ثلاثة أيام
(فَأَمَّا عَادٌ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الأرضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَقَالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَكَانُوا بِآياتِنَا يَجْحَدُونَ) (فصلت:15)
(فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحاً صَرْصَراً فِي أَيَّامٍ نَحِسَاتٍ لِنُذِيقَهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَخْزَى وَهُمْ لا يُنْصَرُونَ) (فصلت:16)
بل استغرق الامر سبع ليال وثمانية أيام (سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُوماً فَتَرَى الْقَوْمَ فِيهَا صَرْعَى كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ) (الحاقة : 7 )
فهل هلك قوم ثمود بالطاغية أم بالصاعقة ؟؟
وهل هلك قوم عاد بالصاعقة أم بالرياح الشديدة ؟؟؟
وهل هلك قوم عاد وقوم ثمود بنفس الطريقة أم بطريقتان مختلفتان ؟؟
(وَأَمَّا عَادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ) (الحاقة : 6) (سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُوماً فَتَرَى الْقَوْمَ فِيهَا صَرْعَى كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ) (الحاقة : 7 )
هل كان قوم عاد صرعى ( واقعون على الأرض) أم مثل أعجاز نخل خاوية ( واقفة) ؟؟؟
--------------------------------------------------------------------------------
الطاغية هنا ليس نوع العذاب وانما بسببه .فأهلكوا بالطاغية يعني بسبب طغيانهم وعقر الناقة
وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمَى عَلَى الْهُدَى فَأَخَذَتْهُمْ صَاعِقَةُ الْعَذَابِ الْهُونِ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ
وقوله عز وجل " وأما ثمود فهديناهم " دعوناهم " فاستحبوا العمى على الهدى " أي بصرناهم وبينا لهم ووضحنا لهم الحق على لسان نبيهم صالح عليه الصلاة والسلام فخالفوه وكذبوه وعقروا ناقة الله تعالى التي جعلها آية وعلامة على صدق نبيهم " فأخذتهم صاعقة العذاب الهون " أي بعث الله عليهم هلاك مهين وكان صيحة ورجفة وذلا وهوانا وعذابا ونكالا " بما كانوا يكسبون" أي من التكذيب والجحود
اذن جواب سؤالك الاول قوم ثمود اهلكوا بل صيحه
وصاعقه هنا ليس المقصود بيها البرق والرعد وانما صاعقة العذاب لأن الصاعقة اسم للمبيد المهلك , فكأنه قال مهلك العذاب ; أي العذاب المهلك .
فَإِنْ أَعْرَضُوا فَقُلْ أَنْذَرْتُكُمْ صَاعِقَةً مِثْلَ صَاعِقَةِ عَادٍ وَثَمُودَ
يقول تعالى قل يا محمد لهؤلاء المشركين المكذبين بما جئتهم به من الحق إن أعرضتم عما جئتكم به من عند الله تعالى فإني أنذركم حلول نقمة الله بكم كما حلت بالأمم الماضين من المكذبين بالمرسلين " صاعقة مثل صاعقة عاد وثمود " أي ومن شاكلهما ممن فعل كفعلهما أي خوفتكم هلاكا مثل هلاك عاد وثمود
إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا صَرْصَرًا فِي يَوْمِ نَحْسٍ مُسْتَمِرٍّ
وأنه تعالى أرسل " عليهم ريحا صرصرا " وهي الباردة الشديدة البرد " في يوم نحس " " مستمر " في يوم شر وشؤم عليهم نحسه ودماره لأنه يوم اتصل فيه عذابهم الدنيوي بالأخروي واستمر بهم البلاء والعذاب فيه الى ان وافى بهم.
سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُومًا فَتَرَى الْقَوْمَ فِيهَا صَرْعَى كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ
قال تعالى " فأرسلنا عليهم ريحا صرصرا " قال بعضهم وهي الشديدة الهبوب وقيل الباردة وقيل هي التي لها صوت والحق أنها متصفة بجميع ذلك فإنها كانت ريحا شديدة قوية لتكون عقوبتهم من جنس ما اغتروا به من قواهم وكانت باردة شديدة البرد جدا كقوله تعالى " بريح صرصر عاتية " أي باردة شديدة وكانت ذات صوت مزعج ومنه سمي النهر المشهور ببلاد المشرق صرصرا لقوة صوت جريه . وقوله تعالى " في أيام نحسات " أي متتابعات " سبع ليال وثمانية أيام حسوما " وكقوله " في يوم نحس مستمر " أي ابتدئوا بهذا العذاب في يوم نحس عليهم واستمر بهم هذا النحس " سبع ليال وثمانية أيام حسوما " حتى أبادهم عن آخرهم واتصل بهم خزي الدنيا بعذاب الآخرة ولهذا قال " لنذيقهم عذاب الخزي في الحياة الدنيا ولعذاب الآخرة أخزى " أي أشد خزيا لهم " وهم لا ينصرون " أي في الأخرى كما لم ينصروا في الدنيا وما كان لهم من الله من واق يقيهم العذاب ويدرأ عنهم النكال
ثانيا قوم عاد هلكوا بالرياح الشديده البارده
ثالثا قوم عاد وثمود هلكوا بطريقتين مختلفتين وشرحنا معنى الصاعقه اي الهلاك
رابعا
فَتَرَى الْقَوْمَ فِيهَا صَرْعَى كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ
صرعى : جمع صريع ; يعني موتى
خاوية: خالية الأجواف لا شيء فيها . والنخل يذكر ويؤنث
تفسير الاية
انهم شبهوا بالنخل التي صرعت من أصلها , وهو إخبار عن عظم أجسامهم . والمراد به الأصول دون الجذوع ; أي إن الريح قد قطعتهم حتى صاروا كأصول النخل خاوية أي الريح كانت تدخل أجوافهم فتصرعهم كالنخلة الخاوية الجوف . وقال يحيى بن سلام ; إنما قال " خاوية " لأن أبدانهم خوت من أرواحهم مثل النخل الخاوية