بسم الله الرحمن الرحيم من اجمل الشعر للخنساء بنت عمرو
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
بعض أشعارالخنساء في الرثاء:
تعكس أبيات الخنساء عن حزنها الأليم على أخويها وبالأخص على أخيها صخر، فقد ذكرته في أكثر أشعارها. وقد اقتطفت بعض من أشعارها التي تتعلق بالدموع والحزن، فهي في هذه القصائد تجبر عينيها على البكاء وعلى ذر ف الدموع لأخيها صخر، وكأنها تجبرهما على فعل ذلك رغما عنهما، وفي متناول أيدينا هذه القصائد :
ألا يا عين فانهمري بغدر وفيضـي فيضـة مـن غـير نــــزر
ولا تعدي عزاء بعد صخـر فقد غلب العزاء وعيل صبري
لمرزئة كأن الجوف منهـا بعيد النـوم يشعــر حـــر جمـــر
في هذه الأبيات نرى أن الخنساء دائمة البكاء والحزن والألم على أخيها ولم تعد تقوى على الصبر ، ودموعها لا تجف ، فهي - دائما - منهمرة بغزارة كالمطر ، وعزاؤها لأخيها صخر مستمر.
من حس لي الأخوين كالغصنين أو من راهما
أخوين كالصقرين لمير ناظر شرواهمـا
قرميــن لا يتظالمان ولا يرام حماهـا
أبكي على أخـوي والقبــر الذي واراهما
لا مثل كهلي في الكهول ولا فتى كفتاهما
وهنايظهر في أبياتها المدح والثناء لأخويها صخر ومعاوية وذكر مآثرهما، والبكاء عليهما ، وعلى القبر الذي واراهما .
: ومن شعرها أيضا
يذكرني طلوع الشمس صخراً وأذكره لكل غروب شمس
ولولا كثرة الباكيـن حولي على إخوانهم لقتلت نفسي
وما يبكون على أخي، ولكن أعـزي النفس عنه بالتأسي
فلا، والله، لا أنساك حتى أفارق مهجتي ويشص رمسي
فيا لهفي عليه، ولهف نفسي أيصبح في الضريح وفيه يمسي
وفي الأبيات السابقة ، وصفت الخنساء أخاها صخر بصفتين جميلتين ؛ أولاها: طلوع الشمس ، وفيه دلالة على الشجاعة ، وثانيهما : وغروب الشمس ، وفيه دلالة على الكرم ، وأيضا تبكيه وتعزي نفسها بالتأسي عليه، وأكدت بالقسم( فلا والله )على أنها لن تنساه أبداً. وفي يوم من الأيام طلب من الخنساء أن تصف أخويها معاوية وصخر، فقالت: أن صخرا كان الزمان الأغبر، وذعاف الخميس الأحمر. وكان معاوية القائل الفاعل. فقيل لها: أي منهما كان أسنى وأفخر ؟ فأجابتهم : بأن صخر حر الشتاء ، ومعاوية برد الهواء. قيل: أيهما أوجع وأفجع؟ فقالت: أما صخر فجمر الكبد ، وأما معاوية فسقام الجسد.(17) ثم قالت:
أسدان محمرا المخالب نجدةبحران في الزمن الغضوب الأنمر
قمران في النادي رفيعا محتدفي المجد فرعا سؤدد مخير
وعندما كانت وقعة بدر قتل عتبة وشيبة ابنا ربيعة والوليد بن عتبة، فكانت هند بنت عتبة ترثيهم، وتقول بأنها أعظم العرب مصيبة. وأمرت بأن تقارن مصيبتها بمصيبة الخنساء في سوق عكاظ ، وعندما أتى ذلك اليوم، سألتها الخنساء : من أنت يا أختاه؟ فأجابتها : أنا هند بنت عتبة أعظم العرب مصيبة، وقد بلغني أنك تعاظمين العرب بمصيبتك فبم تعاظمينهم أنت؟ فقالت: بأبي عمرو الشريد ، وأخي صخر ومعاوية . فبم أنت تعاظمينهم؟ قالت الخنساء: أوهم سواء عندك؟ ثم أنشدت هند بنت عتبة تقول:
أبكي عميدالأبطحين كليهما ومانعها من كل باغ يريدها
أبي عتبة الخيرات ويحك فاعلميوشيبة والحامي الذمار وليدها
أولئك آل المجد من آل غالب وفي العز منها حين ينمي عديدها
فقالت الخنساء:
أبكي أبي عمراً بعين غزيـرةقليل إذا نام الخلـي هجودها
وصنوي لا أنسى معاوية الذيله من سراة الحرتيـن وفودها
و صخرا ومن ذا مثل صخر إذا غدابساحته الأبطال قــزم يقودها
فذلك يا هند الرزية فاعلميونيران حرب حين شب وقودها
كانت الخنساء شاعرة جاهلية شهيره ,لها قدرها, حتى انها كانت تحكم بين الشعراء فى اسواق الشعر, وكانت ذكية فطنة ,عاقلة وكان الشعراء يقدرون رايها .
وقد مات اخوها صخر فى الجاهلية ,فبكته بكاء كتيرا وكان مما قالتة :
يذكرنى طلوع الشمس صخرا واذكره لكل غروب شمس
ولو لا كثرة الباكين حولى على اخوانهم لقتلت نفسى
ااسلمت الخنساء ,وحسن اسلامها ,وغير الاسلام من شخصيتها تماما ,وكانت اشعارها تعجب النبى صلى اللّة علية وسلم حضرت الخنساء حرب القادسية ,وجندت ابناءها الاربعة للجهاد فى سبيل اللّه , واوصتهم بكلمات , كتبت بحروف من نور-
فقالت لهم:يابنى اسلمتم طائعين , وهاجرتم مختارين, واللّه الذى لا اله الا هو ,انكم بنو امراة واحدة, وقد تعلمون مااعد اللّه للمسلمين من الثواب الجزيل فى حرب الكافرين , واعلموا ان الدار الباقية خير من الدار الفانية.
فاذا اصبحتم غدا-ان شاء اللّه -سالمين , فاغدوا الى القتال عدوكم مستبصرين , وباللّه على اعدائه مستصرين .
وكان ابناؤها عند حسن ظنها مؤمنين مجاهدين فى سبيل اللّه , فقاتلوا الاعداء طمعا فى الشهادة , فاستشهد الاربعة.
ولما بلغها نبا استشهادهم ,قالت:
((الحمد للّه الذى شرفنى بقتلهم , وارجو ان يجمعنى بهم فى مستقر رحمته))
فانظر.. كيف غير الاسلام من شخصيتها !! وهى ملات الدنيا بكا على اخيها ..ثم ها هى تفرح هذا الفرخ باستشهاد ابنائها جميعا فى سبيل اللّه .
فنعم الدين الاسلام , ونعم الموت ..ونعمت المراة الخسناء.
كانت حرب القادسية فى 16 هجرى , وقعت بين الفرس والمسلمون
مع