بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم.
أما بعد:
ألك قلب أيها الإنسان فاعلم إذاً. .
إن من قدر على امرأة أو جاريةٍ حَرَاماً فتركها مخافة من الله أمّنه الله يوم الفزع الأكبر وحرّمَهُ على النار وأدخله الجنة.
قال قتادة بن دعامة السدوسي التابعي الجليل: لا
يقْدِرُ رَجلٌ على حَرَامٍ ثم يَدَعه ليس به إلا مخافة الله عز وجل إلا أبْدَله في عاجل الدنيا قبل الآخرة ما هو خيرٌ له من ذلك.
وعن أبي بن كعب رضي الله عنه قال: ما من عبد ترك شيئاً لله إلا أبدله الله به ما هو خير منه من حيث لا يحتسب، ولا تهاون به عبد فأخذ من حيث لا يصلح إلا أتاه الله بما هو أشد عليه. رواه وكيع في الزهد (
2/635) وهناد رقم (
851) وأبو نعيم في الحلية (
1/253) وإسناده لا بأس به. ويشهد له حديث الزهري عن سالم عن أبيه مرفوعاً: ما ترك عبد شيئاً لله لا يتركه إلا له عوض الله منه ما هو خير له في دينه ودنياه. أخرجه أبو نعيم في الحلية (2/196).
وعن أبي قتادة وأبي الدهماء وكانا يكثران السفر نحو البيت قالا أتينا على رجل من أهل البادية فقال لنا البدوي أخذ بيدي رسول الله صلى الله عليه وسلم فجعل يعلمني مما علمه الله عز وجل وقال: (
إنك لا تدع شيئاً إتقاء الله تعالى إلا أعطاك الله عز وجل خيراً منه). رواه أحمد (
5/363) وإسناده صحيح ورواه البيهقي (
5/335) ووكيع في الزهد والقضاعي في مسنده.
وعن سهل بن معاذ بن أنس الجهني عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (
من ترك اللباس تواضعاً لله وهو يقدر عليه دعاه الله يوم القيامة على رؤوس الخلائق حتى يخير من أي حلل الإيمان شاء يلبسها)(
1)
وعنه عن أبيه قال: (
من ترك شهوة وهو يقدر عليه تواضعاً لله دعاه الله يوم القيامة على رؤوس الخلائق)(
2)
وعن حذيفة بن اليمان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ا
لنظرة إلى المرأة سهم من سهام إبليس مسْمومٌ من تَركَه خَوْف الله أثابه الله إيماناً يجد به حلاوته في قلبه). رواه أحمد في مسنده(
3) وله شاهد من حديث علي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ن
ظر الرجل في محاسن المرأة سَهْمٌ من سهام إبليس مسموم فمن أعرض عن ذلك السّهم أعقبه الله عبادة تَسُرُّه). رواه عمر بن شبّة.
قصة سليمان عليه السلام :
"و سليمان - عليه السلام - عقر الجياد الصافنات المحبوبة للنفوس ، تقديماً لمحبة الله ،فعوضه الله خيراً من ذلك ،بأن سخر له الريح الرخاء اللينة ،التي تجري بأمره حيث أراد و قصد ، غدوها شهر و رواحها شهر ،و سخَّر له الشياطين ،أهل الاقتدار على الأعمال التي لا يقدر عليها الآدميون " [
السعدي ،859 ] .
قصة يوسف عليه السلام :
قصة يوسف عليه السلام مع امرأة العزيز، فلقد روادته عن نفسه فاستعصم، مع ما اجتمع له من دواعي المعصية، فلقد اجتمع ليوسف ما لم يجتمع لغيره، وما لو اجتمع كله أو بعضه لغيره لربما أجاب الداعي،
أما يوسف عليه السلام فقد اجتمع له من دواعي الزنا ما يلي:
- أنه كان شاباً، وداعية الشباب إلى الزنا قوية.
- أنه كان عزباً، وليس له ما يعوضه ويرد شهوته.
- أن المرأة كانت جميلة.
- أن المرأة ذات منصب عال.
ومع هذه الدواعي صبر إيثاراً واختياراً لما عند الله، فنال السعادة والعز في الدنيا، وإن له للجنة في العقبى، فلقد أصبح السيد، وأصبحت امرأة العزيز فيما بعد كالمملوكة عنده، وقد ورد أنها قالت : (
سبحان من صيَّر الملوك بذل المعصية مماليك، ومن جعل المماليك بعز الطاعة ملوكاً ).
قصة المبارك
ان المبارك كان عبدا رقيقا اعتقه سيده، ثم اشتغل اجيرا عند صاجب بستان، و في ذات يوم خرج صاحب البستان مع اصحاب له الى البستان، و قال للمبارك: ائتنا برمان حلو، فقطف رمانات، ثم قدمها اليهم فاذا هي حامضة، فقال صاحب البستان: انت ما تعرف الحلو من الحامض؟، قال:
لم تاذن لي ان اكل؛ حتى اعرف الحلو من الحامضفقال له: انت من كذا و كذا سنه تحرس البستان و تقول هذا، و ظن انه يخدعه، فسال الجيران عنه فقالوا: ما اكل رمانة واحدة، فقال له صاحب البستان: يا مبارك، ليس عندي الا ابنه واحدة فلمن ازوجها؟ فقال له: اليهود يزوجون للمال، و النصارى للجمال، و العرب للحسب، و المسلمون يزوجون للتقوى، فمن اي الاصناف انت زوج ابنتك للصنف الذي انت منه، فقال: و هل يوجد اتقى لله منك.....ثم زوجه ابنته
وما حرّم الله على عبادة شيئاً إلا عوضهم خيراً منه.
• من ترك مسألة الناس وإراقة ماء الوجه أمامهم وعلق رجاءه بالله دون سواه .. وجد حرية قلبه وعزة نفسه والاستغناء عن الخلق .
• ومن ترك الاعتراض على قدر الله فسلم لربه في جميع أمره .. وجد الرضا واليقين .
• ومن ترك الذهاب للعرافين والسحرة .. وجد من ربه الصبر وصدق التوكل وتحقق التوحيد .
• ومن ترك الخوف من غير الله .. وجد أمناً الله من كل شيء فصارت مخاوفه بردا وسلاماً .
• ومن ترك التكالب على الدنيا .. وجد جمع الله في أمره وجعل غناه في قلبه وأتته الدنيا وهي خاضعة .
• ومن ترك الكذب ولزم الصدق .. وجد هدي الله له إلى البر وكان عند الله صديقا .
• ومن ترك المراء وإن كان محقا .. وجد ضمان الله له بيتا في ربض الجنة وسلم من شر الخصومة وحافظ على صفاء قلبه .
• ومن ترك الغش وترك الربا .. وجد ثقة الناس به وفتح له أبواب الخيرات والبركات .
• ومن ترك النظر إلى المحرمات .. وجد نورا وجلاء ولذة في قلبه .
• ومن ترك البخل .. وجد نفسه أحبه الناس واقترب من الله والجنة وسلم من الهم وضيق الصدر وترقى في مراتب الفضيلة .
• ومن ترك الانتقام والتشفي مع قدرته على ذلك .. وجد انشراحا في الصدر وفرحا في القلب .
• ومن ترك صحبة السوء التي يظن أن بها منتهى أنسه
وسروره .. وجد أصحابا أبرارا يجد عندهم المتعة والفائدة وينال معهم خيري الدنيا والآخرة .
• ومن ترك الغضب .. وجد عزة نفسه وكرامتها .
• ومن ترك سوء الظن بالناس .. وجد سلماً من تشوش القلب واشتغال الفكر .
• ومن ترك حب الشهرة والظهور .. وجد رفع الله لذكره ونشر فضله وأتته الشهرة تجر أذيالها
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاتة